من سيبكي عليك حين تموت ؟
لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا السؤال ولكن أجب على سؤالي :
ماذا سيقول من يعرفونك عن طريقة عيشك بمجرد رحيلك ؟
أنتم تعيشون كما لو أنكم ستعيشون للأبد ، ولا تفكرون أبداً في نهايتكم . كم من الوقت مر دون أن تحركون ساكناً ؟
أنتم تهدرون الوقت كما لو أنكم تتحصلون عليه من مورد وافر ودائم ، رغم أن اليوم الذي تمنحونه لهذا الشخص أو ذلك الشيء يمكن أن يكون يومكم الأخير .
لماذا نتحدث عن الموت في هذا المقال ؟
لأن معظم من يعيشون منا اليوم يتمنون لو كان لديهم المزيد من الوقت ، ومع ذلك فإننا نهدر الوقت الذي بين أيدينا ؛ حيث يدفعنا التفكير في الموت إلى التركيز على ما هو مهم أكثر . هنا ستتوقف عن السماح للتشتيت الرقمي ، والإلهاءات السيبرانية ، وتفاهات الإنترنت بأن تسرق من ساعات يومكم التي لن تعود ، تلك النعمة المسماة حياة لن نسترد الأيام التي تمضي منها لو وضعناها في الحسبان .
لذا يجب عليك ألا تؤجل أي شيء يتطلبه التعبير عن عبقريتك الطبيعية ، وليعش كل منكم بالطريقة التي تناسبه واهتموا بالأمور المدهشة الصغيرة التي تتجلى كل يوم .
كن ممتناً لكل لحظة في حياتك … ولا تكن جباناً أبداً حينما يتعلق الأمر بطموحاتك .. وتوقف عن إضاعة الوقت على أمور تافهة … واجعل أولويتك أن تستعيد قدرتك الإبداعية وحماسك ، وقدراتك الكامنة الخاملة بداخلك .. من المهم جداً أن تفعل ذلك ..
لماذا في نظرك شجعنا أفلاطون أن ” نعرف أنفسنا ” ؟
لقد فهم جيداً أن لدينا مخزونات عريضة من القدرة التي يجب أن يُتوصل إليها ومن ثم تُفعَّل كي نحيا حياة حيوية ، وممتعة ومطمئنة ، وذات قيمة … وأن نتجاهل هذه القوة الخفية بداخلنا يعني أن نخلق أرضاً خصبة لنمو الألم الناتج عن الإمكانات غير المستغلة ، والإحباط الناتج عن الجرأة غير المعتنقة ، والكسل الناتج عن الإتقان غير المستكشف .