س: كيف نعيد توجيه السلبيات؟
كيف يمكن أن نتعامل مع التصرفات الخاطئة والسلوكيات غير المقبولة ؟
هنا يأتي الجزء الثالث من الاستراتيجية الفعالة وهو إعادة تحويل السلبيات ، قل لي ماذا تفعل عادةً عندما يخطئ أحد أبنائك؟
ج: الحقيقة أني أشعر بالانزعاج وأحياناً بالغضب الشديد وأحاول تصحيحه بأي ثمن .
– لقد سألتك ماذا تفعل عندما يخطئ أحد أبنائك ؟ ولكنك أجبتني بماذا تشعر عندما يخطئون والفرق شاسع بين الأثنين .
ج: آسف لم أقصد ذلك بل قصدت أني عندما أكتشف خطأً فإني أعاقب المسؤول عنه حتى لا يكرره .
– إذن أنت تتعامل مع شخصية المخطئ وليس مع السلوك الخاطئ نفسه .
– وما الفرق ؟
– الفرق كبير يا أستاذ لأن المرء ليس هو سلوكه بالضرورة .
– الإنسان يمتلك عادةً من الخيارات ومن السلوكيات ومن المواقف والبدائل ما هو أكثر بكثير من ذلك السلوك الخاطئ .
– يجب الفصل بين المرء وسلوكه.
– وراء كل سلوك قصد إيجابي
قد تطلب مني مثالاً ، بالطبع إليك مثال:
عندما يتشاجر أبناؤك في البيت بسبب أمور سخيفة يكون غالباً القصد الإيجابي الكافي وراء هذا الشجار هو تلك الطاقة الهائلة التي تحتاج إلى تفريغ والتي إن لم نجد لها بدائل مثل الرياضة أو النشاطات أو الرحلات فإنها ستبحث عن سلوك سلبي تفرغ نفسها من خلاله .
واخيراً
” قبل أن تصفع ولدك اصفع نفسك “
وكأني الآن اسمع منكم هذا …
بالله عليك هل هناك طريقة بسيطة تلخص لنا ماعلمتنا إياه؟
على الرحب والسعة إنها طريقة تربية في دقيقة:
وهي طريقة فعالة وبسيطة وسريعة في التربية فإذا أرتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة وأعد عليه ما فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثوان معدودات ، اشرح له خطأ سلوكه في النصف الأول من الدقيقة ثم خذ نفساً عميقاً واشعر بالهدوء النفسي ثم انظر إلى وجهه في نصف الدقيقة الثاني بطريقة تجعله يشعر أنك إلى جانبه ولست ضده وأنك تحبه ولكنك لا تحب سلوكه .
وأنك تتوقع منه سلوكيات مختلفة تحقق له قصده الإيجابي ، وأنك ما أنبته إلا لأنك تحبه ثم ضمه إلى صدرك بقوة.
والنتيجة:
- يعرف الابن أنه قد تصرف تصرفاً خاطئاً .
- يعرف الابن أنه إنسان طيب.
- يعرف الابن أنه محبوب من قبل أبويه.
- يعرف الابن أن لديه خيارات وبدائل كثيرة .
خلاصة ثلاثية التربية الفعالة يبدأ بكسب الثقة من خلال إزالة الخوف والإكراه والإجبار وغرس المحبة غير المشروطة والاحترام ويستمر المثلث عبر اصطياد الإيجابيات المستمر والتركيز عليها والمكافآت وينتهي بإعادة تحويل السلبيات من خلال فصل المرء عن سلوكه السلبي ومعرفة القصد الإيجابي وإيجاد البدائل لتحقيقه وتجاوز الأخطاء البسيطة وغير المتعمدة والاحتفال بالخطأ والتعلم منه ، وإن كان لا بد من العقوبة فلأعاقب نفسي أولاً ثم هناك العقوبة المقننة .