من أهم الدروس التي تعلمتها في حياتي كلها أن الرياح نادراً ما تأتي بما تشتهي السفن ، فهي لا تخضع لسيطرتنا وكلما تقبلنا هذه الحقيقة حول الحياة كلما زادت سعادتنا وقلت الضغوط التي على عاتقنا .
هناك الكثير من التعريفات لمفهوم السعادة منها : أنها درجة الفرق بين ما أنت فيه وما تريد أن تكونه .
هناك فرق بين الواقع من جهة والتوقعات من جهة أخرى .
وبعبارة أخرى عندما يحدث شيء سواء أكان مشاجرة بين الأخوة أو تعطل جهاز تلفزيون أو لحظة محرجة أو تسرب مياه من السقف فإنه ينبغي عليك أن تتخذ قراراً مهماً . فهل سترفض وتحارب ما هو كائن ، أم ستتقبله وتتعامل معه ؟
ولا علاقة مطلقاً بين القبول واللامبالاة فلا يعني القبول أن تقول ( لن أكترث ولن أفعل شيئاً حيال الأمر ) بل يعني أنك تدرك أنه لا جدوى من الكفاح رغم أنك كنت تتمنى أن تكون الأشياء أفضل .
أن قبول الحياة كما هي يعتبر أعلى درجات الحكمة ، كما أنه يعتبر من أعظم ما يخفف الضغوط على الجنس البشري .
الحياة مليئة بالمواقف با لمواقف التي تحتاج إلى التوافق معها وكل منا يحتاج إلى عمل شيء ما لتحسين حياته وللمكافحة من أجل الوصول إلى أهدافه .
وإذا حدث شيء لا نحبه أو لا نملك شيئاً حياله ، فلا بأس . فالحياة رحلة بها قضايا مستمرة ينبغي التعامل معها وحلها ويحدث فيها الكثير من الأشياء التي لا يمكن أن تتحكم فيها رغم رفضك لها .
وإذا كان هذا هو الحال ، فلماذا لا تتراجع للخلف للحظة وترى الحكمة في قبول الحياة دون تذمر ؟؟
صدقني إن الحياة ستصبح أسهل كثيراً حين تفعل ذلك ..