أغلب الناس يؤدون العمل بلا مبالاة ، بدلاً من أدائه بحماس ، وقلة من الناس وبالأخص المبدعين المنجزين الاستثنائيين هم من يعملون بموجب فلسفة مختلفة تماماً .
إنهم يفعّلون التوجه الذهني القائم على تدقيق التفاصيل ، بدلاً من تبني السطحية كنهج . لقد صار العمق لديهم قيمة حياتية وهم يعيشون بهدف الوصول إلى العظمة بإصرار عميق في كل ما يفعلونه . يفهم الاستثنائيون تماماً أن منتجهم الإبداعي سواء كانوا بنائين أو خبازين ، مديرين تنفيذيين أو عمال مزرعة ، رواد فضاء أو صرافين – يمثل سمعتهم . فالأفضل في أي مجال يقدر حقيقة أن أسمك يرتبط ويروج مع كل عمل تنتجه ويعون أن إشادة الناس بك لا يمكن أن يعادلها سعر .
إن درجة جودة العمل الذي تقدمه للعالم يعكس قوة احترامك لنفسك . فهؤلاء الذين يملكون احتراماً شخصياً عميقاً لن يجرؤوا على أن ينتجوا أي شيء عادي فذلك ينقص من قدرهم .
إذا كنت تود أن تكون الأبرز في مجالك فليكن لديك عمق كشخص ومؤد . التزم بأن تكون شخصاً استثنائياً بدلاً من أن تكون إحدى تلك الأرواح الخانعة التي تتصرف كالبقية ، وتعيش حياة باهته بدلاً من حياة رائعة ، حياة مشابهة للآخرين بدلاً من حياة أصلية .
هل تعلم كيف يعمل الاستثنائيون في عملهم ؟
إن سادة الإتقان يكونون عميقي التفكير بصورة استثنائية إنهم يفكرون بدقة فيما يفعلونه ، وينجزون عملهم وفقاً لأرقى المعايير ويحتاطون لحدوث أصغر الهفوات ، مثل هؤلاء المبدعين يتسمون بالدقة الشديدة وما ينتجونه يكون تقريباً خالياً من الأخطاء وهم مثلما هو معلوم يولون عملهم أقصى ، أقصى اهتمام .
العباقرة يدركون أنه من الأذكى إنجاز عمل مُتقن واحد مقارنة بألف عمل عادي . وأقولها بيقين تام أن هؤلاء المبدعين الاستثنائيين يحيون في عالم مختلف تماماً عن ذلك الذي يعيش فيه معظم الأشخاص في مجال الأعمال .
حينما تحلل كيف أنجز النجوم الكبار والموهوبون والعباقرة ما حققوه ، ستدرك أن وعيهم المتنامي بفرص تحقيق العظمة اليومية هو ما ألهمهم لا تخاذ قرارات يومية أفضل ، أفضت في النهاية إلى نتائج أفضل .
إنهم يعملون في مستوى أعلى بكثير ، يعملون في جو نادر ، لقد دققوا فيما يفعلون ، وقضوا أسابيع ، أو شهوراً وأحياناً سنوات لإتمام اللمسات الأخيرة على نحو مثالي ، وأجبروا أنفسهم على البقاء مع عملهم حينما كانوا يشعرون بالوحدة أو الخوف أو الملل . وأصروا على ترجمة رؤاهم البطولية إلى واقع يومي حينما كانوا يُساء فهمهم ، أو يُسخر منهم ، أو حتى يُهاجموا .
يا ألهي أنا معجبة جداً بالعباقرة العظماء ..
كلما تعمل على خلق الجمال من حولك ، فأنت تعمل على استعادة روحك …
المبدعون ينتجون أعمالهم بطريقة يصنفها العاديون على أنها ” مهووسة ” ولكن واقع التفرد هو أن ما يسميه 95% من المؤدين ” سلوكاً مدققاً ”
هذه هي قوة التعلم الذاتي عندما تصبح واعياً بالأفكار الجديدة ستتطور كمنتج وكشخص وبينما ترتقي بتطورك المهني والشخصي سيرتفع المستوى الذي تطبق وتنفذ به طموحاتك المذهلة ، وبالطبع حينما تتزايد قدرتك على تحويل أحلامك ورؤاك إلى واقع ، ستكافأ بدخل أعلى وتأثير أكبر .
إن أغلبية الناس عالقون في فخ السطحية ، أي الفهم السطحي لقدرتهم على الارتقاء ، والانسجام السطحي مع احتمالات استغلال قدراتهم الكامنة ، والمعرفة السطحية لعلم البيولوجيا العصبية الخاص بالتفوق والأنشطة الروتينية اليومية للأشخاص الأفذاذ والطموحات التي يودون ترتيب أولويات ما تبقى من حياتهم حولها .
إن الغالبية عالقة من التفكير المبهم وغير الدقيق وهذا التفكير المبهم وغير الدقيق يؤدي إلى نتائج مبهمة وغير دقيقة .
مثال على ذلك : اسأل شخصاً عادياً عن الاتجاهات وفي معظم الوقت ستجد تعليماته غير واضحة .
إن المنجزين الأسطوريين مختلفون تماماً عن ذلك . إنهم يعون أن مستويات الوعي البدائية لن تؤدي أبداً إلى الدرجة العليا فيما يخص النتائج المهنية .