” الجانب المظلم من العبقرية “
الفكرة هي أن كل إنسانية تأتي ومعها الجانب السلبي والسمة عينها التي تجعل منك متميزاً في مجال معين ، هي التي تجعل منك فاشلاً في مجال آخر ، فالواقع هو أن الكثير من الموهوبين العظام في العالم لديهم حياة خاصة فوضوية . إن مواهب من قبيل قدرة الشخص الفذ على رؤية ما لايراه إلا القلة والتزامه بأرفع المعايير ، ورضاه بالبقاء وحيداً لفترات زمنية طويلة بينما يعمل لوحده مفصلاً أدق الجوانب في عمله ، وعمله بلا كلل على إنجاز الروائع والتصرف بقدر من الانضباط الذاتي قلما يُرى ، والإنصات إلى قلبه مع تجاهل نقاده ، كل ذلك يجعل العلاقات الشخصية شاقة جداً . إنه يُفهم بصورة خاطئة ويراه الآخرون ” صعب المراس ” و ” غريب الأطوار ” و ” عنيداً ” و ” غير متزن ” .
كثير من أساطير الإبداع ، والإنتاجية ، والأداء العالمي كانوا غير متزنين . لقد كانوا ساعين للكمال ، ومنشقين ، ومتعصبين ، وهذا هو الجانب المظلم من العبقرية . يمكن للأشياء التي تجعلك مدهشاً في صنعتك أن تدمر حياتك الأسرية .
أنا أخبركم فقط بالحقيقة …
ولكن لا يعني وجود جوانب سلبية لمواهبكم أنه ينبغي عليكم ألا تعبروا عنه !
عليكم أن تكتسبوا الوعي بخصوص مواضع الأزمات التي يمكن لهذه المواهب أن تقودكم أليها وتعملوا على تجنبها .
يجب أن يكون لدى الانسان عمق حقيقي فيما يتعلق بطريقة التفكير والتصرفات والإنتاجية ، وأن يكون لديك مثالية صحية ، وسعي صارم لكي تصبح على أفضل حال ممكنة .
ليس من السهل أبداً امتلاك السيادة في مجال العمل اليوم ، لأن قلة من المنتجين تفعل الأشياء المطلوبة لتحقيق السيادة في مجال الصناعة . الإتقان عملة نادرة ، والأشخاص اللاعبون في مستوى المستوى الأعلى قليلون .
الرؤية الثاقبة : هنالك منافسة محتدمة في المستوى العادي ، ولكن في المستوى الاستثنائي لا يوجد أي منافسة تقريباً .
الاستمرارية هي جوهر الإتقان ، والتحسينات الصغيرة اليومية والتي تبدو تافهة حينما تتم بانتظام وتناغم بمرور الوقت تثمر نتائج مذهلة .
تذكروا أن الشركات الكبرى والحياة الرائعة لا تتحقق بصورة مفاجئة . لا .
إنها تتجسد عبر تتطور متدرج ، حيث تتراكم مكاسب وتكرارات يومية في صورة نتائج متميزة على المدى الطويل ، ولكن قلة منا لديهم الصبر في هذه الأيام على تحمل المثابرة لأمد طويل . وكنتيجة لا يصبح الكثيرون منا أساطير .
سُئل الرئيس التنفيذي لشركة مونكلير – شركة الأزياء الإيطالية – عن طعامه المفضل ؟ فرد أنه الإسباجيتي ، ثم قال :
في حين أن الطبق يبدو سهل الإعداد جداً ، لأنه يتكون من مكرونة وطماطم طازجة وزيت زيتون وريحان فإن ” المعايرة ” الدقيقة لكل من هذه المكونات تتطلب خبرة وبراعة استثنائيين .
هذه كلمة مهمة لنضعها في أذهاننا بينما نرفع من مستوى أعمالنا ذات الجودة الفائقة ، ونرقى بأدائنا ، ونسرع من إسهاماتنا في العالم المحيط بنا . ” المعايرة ” إدخال أرفع التوجهات وصقل أدق التفاصيل هو ما تُعنى بع عملية التدقيق والارتقاء إلى مدار عبقريتكم المتأصلة ، وحياة تعاش على نحو آسر وفاتن .